وافقت الممثلة السورية لورا أبو أسعد على المشاركة في عدة مسلسلات سورية وخليجية استعدادا لشهر رمضان المقبل. ودخلت لورا اجواء التصوير الى جانب مشاركتها في فيلم سينمائي يصور في دمشق. «الشرق الاوسط» حاورت في دمشق لورا ابو اسعد التي تحدتث عن خطواتها المستقبلية. * لنتحدث بداية عن آخر أدوارك في التلفزيون والسينما ـ صورت أخيراً دوري في مسلسل (أنا وأربع بنات) ودوري فيه البنت الكبرى (ليلى) من الأربع بنات، والأب أيمن زيدان وشخصيتي هي فتاة قوية جداً تكافح وتشتغل ومتزوجة من رجل (نضال سيجري) شخصيته ضعيفة جداً، والدور قائم على بعض المفارقات الكوميدية إنما بإطار واقعي جداً، وهناك مواقف غير مفتعلة وحياتية بحتة، سواء بظروفها أو ظروف زوجها أو والدها وأهلها حيث تحصل مبالغة قليلة بتعاطيهم مع مواقفها. كذلك أصور حالياً دوري في مسلسل (عربيات 2005) وهو لوحات دراما منفصلة ناقدة اجتماعية، من إخراج شاد ي علي وإنتاج شركة المحيط لصاحبها عرسان عرسان. ولدي أدوار كثيرة ومنوعة ولم أنته من التصوير بعد. كذلك هناك مسلسل (أمهاتنا) وهو من تأليف مجموعة من الكتاب وإخراج سمير حسين وأشارك بحوالي سبع حلقات بمجموعة أدوار مختلفة، ففي حلقتين منها أمثل دور الأم والباقي الإبنة أو الكنة، وهو عمل يتحدث عن الأمهات ويعتمد المخرج فيه أسلوب الفيلم التلفزيوني حيث يتألف العمل من 30 فيلما وكل فيلم مدته 45 دقيقة. والمسلسل ليس مضحكاً بل هو عمل اجتماعي وناعم، فيه بعض القسوة! ويتطرق إلى مواضيع عديدة لها علاقة بالأم، ومنذ فترة لم نتحدث في مسلسلاتنا عن هذا الكائن العظيم.
وبعد عدة أيام سأسافر إلى دبي حيث سأؤدي دوري في مسلسل من إنتاج خليجي لشركة تم افتتاحها منذ فترة قريبة، والعمل من بطولة المصري أحمد بدير ويشارك فيه عدد من الممثلين المصريين والسوريين، والعمل يتميز بحلقاته القصيرة حيث مدة كل حلقة حوالي ربع ساعة فقط.
كذلك صورت دوراً صغيراً في مسلسل (رجال ونساء) مع المخرج فهد ميري وهو دور فتاة تبحث عن عريس، وعندما تجده تتزوجه وتفر معه عن أهلها وهو دور جريء جداً.
وفي السينما صورت أخيراً دوري في فيلم بعنوان (وراء الوجوه) للمخرج أيهم عرسان، وهو فيلم صامت لا يتضمن كلاماً مطلقاً ومدته ربع ساعة، سيشارك في مهرجان دمشق السينمائي أواخر العام الحالي، وهو من بطولة ست شخصيات نسائية، ويتناول شرائح عديدة من النساء بمكان واحد وهو (مغاسل) دار السينما، وهنا ميزة وفرادة هذا الفيلم، حيث تدخل كل امرأة للداخل تباعاً وتتعامل مع المرأة في المغاسل بطريقة مختلفة عن الأخرى، وبنهاية الفيلم نجد أنهن موجودات في السينما ينتظرن بداية الفيلم، ودوري فيه بائعة هوى والفيلم غريب جداً وجميل وسعدت به وبالعمل فيه.
* تنوع هذه الأدوار لديك في موسم واحد ألا يرهقك نفسياً إضافة لإرهاقك جسدياً؟
ـ لقد اعتذرت هذا العام عن خمسة مسلسلات، وطبعاً تنوع الأدوار واختلافها يسببان لي الكثير من الإرهاق النفسي والجسدي وتنوع الشخصيات ليس في موسم واحد فقط، بل يحصل أحياناً في يوم واحد، حيث يكون عليّ تأدية عدة أدوار، فقبل فترة كان عندي تصوير لوحتين بمسلسل (عربيات)، وفي الليل كان عليّ أن أكمل دوري في الفيلم السينمائي (وراء الوجوه) وبسبب حصول تعارض في الوقت، ظللت أعمل لمدة 36 ساعة متواصلة لم أنم مطلقاً، ولذلك أقول دائماً على الممثل ليستمر بهذه المهنة أن يحبها ويتحمل هذا التعب الفظيع. فأنا بوقت واحد كنت أمثل لوحة دوري فيها عاملة تنظيفات عمرها كبير نسبياً، وشكلها بشع وفقيرة ولذلك فهي معقدة.. بعدها وبنفس اليوم أديت دورا في لوحة أخرى عارضة أزياء. تصور أنني بدلت شكلي حوالي 12 مرة في يوم واحد مع تغير الملابس والماكياج والشعر والإكسسوار، وبعد ذلك ذهبت بسرعة إلى تصوير دوري في الفيلم وكان التصوير الساعة الواحدة ليلاً ودوري فيه بائعة هوى، فتخيل كم هناك تناقض بين هذه الشخصيات الثلاثة في يوم واحد. ويبقى الممثل في المحصلة ممثلاً عليه تأدية جميع الأدوار وأن يؤدي 100 شخصية إنه مجنون ومفصوم الشخصية.. وللأسف بعض الناس تمازح الفنان أحياناً وتحرجه، وتعتقد بأن تمثيله الأدوار في الدراما ينطبق عليه في الواقع وفي حياته، وهذا طبعاً غير وارد، فأنا اخترت أن أعمل ممثلة لأنني لا أمثل في حياتي الشخصية، فأنا خجولة ولا أكذب أبداً وأتضايق من الكذب، ولست قوية، فإذا اعتدى علي أحد بالكلام أو بموقف لا أرد عليه بل أفضل أن أنسحب وأدير ظهري وأمشي. أما في الفن فمن الممكن أن أضرب وأمثل الكذب وأصرخ، أي أن أعمل أشياء لا أستطيع عملها في الحياة العادية.
* ما رأيك بالدراما الخليجية ؟
ـ برأيي أنه إذا استمرت الدراما الخليجية تسير على نفس خطاها الحالية فستتفوق على سائر الدراما العربية، فأنا عملت مع الفنانين الخليجيين وأعرفهم جيداً، فلديهم ميزة مهمة أنهم يتعاملون مع الفن بمهنية وحرفية ودقة وموضوعية، ولديهم ثوابت، فالممثل يعرف حدوده وكذلك المخرج، كما أنهم كثيراً ما يبحثون عن الكوادر المهمة، فهم مثلاً يبحثون عن مصور من الطراز الممتاز وكذلك عن كادر العمل الآخر. كما أنهم يطرحون مواضيع جريئة في مسلسلاتهم. ولاحظت أن لدى الفنانين الخليجيين ثقافة عالية وتفكيرهم موجه نحو الإبداع لمجرد الإبداع، فليس لديهم مشاغل أخرى، وليست لديهم مشكلة الاستقتال على الشهرة أو على المال وغيره. لديهم حب للفن كما أن أغلبهم لديهم أعمال أخرى يقومون بها ولذلك هم يمارسون الفن كهواية وهذا شيء مهم.
* سأسألك عن رأيك ببعض زميلاتك ومنهم: سلاف فواخرجي ـ مانيا نبواني ـ كاريس بشار، اللواتي وغيرهن يقال إنهن فرضن أنفسهن على الفن بجمالهن كما حالك أنت ؟ ـ إن مقولة الجمال سقطت أمام الموهبة والتحمل والعطاء في الفن، فمهنة التمثيل صعبة ومتعبة جداً وجدواها المادي قليلة، ولكن جدواها المعنوية كبيرة، ولذلك فان العديدين تخلوا عن التمثيل واتجهوا لأعمال أخرى ولم يستمروا بالفن، فالجمال ليس كل شيء، المهم هنا حب الممثلة لهذه المهنة. سلاف فواخرجي ممثلة جيدة وجميلة، ولكن ليست مشكلتها أن الشركات الانتاجية تعاطت معها على أنها فتاة جميلة، وهي تحاول أن تعمل شيئاً مميزاً وترفض أكثر بكثير مما تشتغل، ولديها خصوصية بأدائها ويعجبني تمثيلها. ومانيا نبواني ممثلة ولم تعتمد على شكلها، ولم يتعاط أحد معها على هذا الأساس، ولذلك فهي تؤدي الأدوار بشكل منوع، بشعة وجميلة، وتتعامل بمفردات خاصة، وأقول لك هنا إنه لا يمكن لأحد أن يلمع في الفن ويستمر بمهنة التمثيل إلا إذا كان يملك الموهبة.
sms
